نعوتي
اليوم بعدما فارقت الروح الجسد ..
أستيطع أن أعلن على الملئ
نبأ الوفاة ...
اليوم علقت نعواي ...
على كل الأبواب والأعمدة .. وزغردت لها القلوب والأفئدة ..
ياله من نبئ عظيم .. تخر له الجبابرة باكية .. فرحةً على فراقنا ..
فهو حدث ما حدث .. منذ أن خلق الله البشر ..
وفي الأسطر الأولى ..
آل الفقيد أنا .. بمزيد من التسليم لقضاء الله .. ويسردون البقية .. من منجزات شيطانهم العظيم ..
الجسد إلى اللحد ينزل متباطئاً والروح إلى السماء تصعد مكرهة
فالروح والجسد.. شاهدين.. على الجرم الذي هم فيه واقعين..
والله لا يغفر للشياطين..
فجدهم عصى الله أولا .. وهم في طريقه مخطئين...
وأدم يعيش في النعيم..
قد ملئت الدنيا شروراً ... وها أنا أصبح من النادمين ..
أغويت النفوس .. وأبعدتها .. عن الصراط المستقيم ..
أغويت النفوس .. حتى يموت أصحابها .. عاصين ..
وها قد أتى ملاك الموت إلىّ والأسود يغطيه
والنار من يديه ..تحرق كل جبارلئيم...
وشعره الأبيض الطويل.. يلتف حول عنقي ... وأنيابه تمتص الروح من فمي ..
والدماء تسيل.. من أذنيّ ومع خروج الروح
أحسست أحشائي كأنها انفجرت
والذي حقا قد حصل أنها انفجرت..
وهكذا وافتني المنية .. كما جاء في نعوتي..
فكبروا عليّ وأقرؤوا ... علي اخرج من جهنم .. دار النار الأبدية