أثار قرار اختيار وزير الإعلام المصري للمطرب الشاب تامر حسني لإعداد ملحمة وطنية عن حرب أكتوبر نقاشات حادة بين المعارضين والمؤيدين، حيث ركز فريق المعارضين على تهربه من التجنيد، وقالوا إنه مبرر كافٍ لاستبعاده، فيما قال المؤيدون إنه أخطأ وحصل على جزائه وليس من المنطق أن نظل نحاسبه.
واستغل جروب "كارهو تامر حسني" على الفيس بوك هذا الاختيار في التذكير بقضية تهربه من الخدمة العسكرية، ونشر صورا له خلف القفص أثناء محاكمته بتلك القضية، في المقابل، قام جروب "محبو تامر حسني" بالاحتفاء بهذا الاختيار الذي يعكس مكانة نجمهم المفضل.
وتضامنت التعليقات الواردة على خبر اختياره لملحمة أكتوبر بموقعي صحيفتي "الشروق" و"اليوم السابع" على الإنترنت مع جروب الكارهين، وذهبت خمسة تعليقات تلقاها الموقعين، إلى التأكيد على أنه اختيار خاطئ وفي غير محله.
وقال القارئ فهد المصري تحت عنوان "عجيبة: واحد هرب من الخدمة العسكرية كيف يختاروه.. هذا تدمير لانتصار أكتوبر".
فيما كان تعليق القارئ الذي وقع باسم "ghandi" أكثر سخونة؛ حيث وصف الاختيار بأنه تأكيد على أن مصر تعيش ما سماه بـ"زمن المسخ"، وتساءل ساخرا: "هل سنرى شعر صدره في الحفل أم لا".
وتشابه تعليق "خالد" مع من سبقه، وقال "نحن نعيش في زمن العجائب، بدليل اختيار أكبر متهرب من الجيش لإعداد ملحمة أكتوبر".
وكان تعليق القارئ "محرم القط" على نفس الموقع هو الأكثر سخونة بين التعليقات؛ حيث قال "تامر يغني ويرقص على جثث شهداء أكتوبر".
وشهد موقع "اليوتيوب" نفس هذه الحالة من الجدل، لكن التعليقات التي تلقاها على مقطع فيديو يدور حول خبر اختيار تامر، تميزت عن غيرها بوجود منطقة "رمادية"، بين كارهي تامر ومحبيه.
هذه المنطقة يمثلها تعليقان يدوران حول مضمون واحد وهو أن تامر مغنٍ جيد ومحبوب بالنسبة لهما، ولكنه ليس الشخصية الأنسب للاحتفال بانتصارات أكتوبر.
حلمي بكر يرفض تامر
ولم يقتصر الجدل على شباب الفيس بوك والمنتديات؛ إذ تزعم الموسيقار حلمي بكر جبهة المعارضين لاختيار تامر حسني لملحمة أكتوبر، معتبرا أنه تجاهل للمطربين والملحنين الكبار أمثال مدحت صالح وعلي الحجار ومحمد ثروت وعمار الشريعي، على حساب تامر حسني المتهرب من الجيش، وصاحب الكليبات المليئة بالإيحاءات الجنسية والكلمات الجارحة.
وقال بكر إن وزير الإعلام توقع عند استعانته بتامر حسني أنه بذلك سيجلب نسبة مشاهدة أعلى لهذه الاحتفالات بسبب الجماهيرية التي يتمتع بها، لكنه نسى -والكلام لا يزال لبكر- أن تامر مطرب المراهقين، وجمهور حفلات أكتوبر ليسوا من هذه الفئة، بحسب صحيفة الشروق المصرية.
وأوضح أن المسؤولين ينظرون إلى الحفلات الرسمية من شباك القنوات الفضائية الغنائية، ودلل على ذلك باستعانتهم بمطربة ليس لها صوت في حفل افتتاح حدث مهم مثل كأس العالم للشباب، في إشارة منه لاختيار هيفاء وهبي.
وأضاف "طبعا يستعينون بملحنين ومؤلفين مثلها ليتوافقوا مع صوتها فأصبحت الأغاني وهمية، بدليل أنه لا أحد ردد شيئا مما غنته في الحفل".
وعلى عكس هذه الرؤية دافع الناقد الموسيقي أشرف عبد المنعم عن اختيار تامر حسني، وأوضح لصحيفة اليوم السابع أن الهدف من هذه الحفلات جذب شريحة كبيرة من الجمهور، وقال "تامر أقدر على ذلك من هاني شاكر أو علي الحجار أو مدحت صالح".
ووصف عبد المنعم مسألة تهربه من الجيش بأنها "أمر عادي"، وقال "هو تهرب من الجيش وقضى عقوبة ذلك، فلن نعامله كخائن للوطن".
كان تامر حسني قد أعرب عن استيائه الشديد من الدعوى القضائية التي أقامها أحد المحامين ويطالب فيها بمنعه من المشاركة في حفل انتصارات أكتوبر المقرر إقامتها بعد أيام في مصر، متهما المحامي الذي قام برفع الدعوى بالمزايدة على وطنيته، وذلك استنادا إلى عدم تأديته الخدمة العسكرية.
وأكد تامر -في تصريحات خاصة لموقع "mbc.net"- أنه فوجئ بالمحامي المصري نبيه الوحش يرفع عليه دعوى قضائية لمنعه من الغناء في حفل انتصارات أكتوبر المجيدة.
8/10/2009, 14:44